إنتهت مباراة منتخبنا الوطنى بتعادل "صادم" محبط جماهيريا وغير متوقع مع المنتخب الزامبى "الجيد" بنتيجة هدف لكل منهما وبالفعل هو الى حد ما تعادل صادم حيث انقسم الشعب المصرى قبل المباراة الى فئتين..الأولى متفائلة بحذر وتوقعت فوز المنتخب ولكن بصعوبة وبعدد قليل من الاهداف..والثانية متفائلة بشكل كبير وتوقعت فوز كاسح للمنتخب ولا أخفى عليكم سرا فقد كنت من هذه الفئة واعتقد انه لم يكن هناك سوى عدد قليل جدا يتوقع تعادل المنتخب او خسارته ولكن الحسابات والتاريخ والتوقعات تتلاشى على أرض الملعب ويكون الجهد والتعب والفكر هم فقط أسباب الفوز الوحيدين وكل ذلك لم يتوفر فى مباراة اليوم.
المعلم "حسن شحاتة"
* وحتى لا نظلم أحد فالكابتن حسن شحاتة وجهازه الفنى بالإضافة إلى اللاعبين يتحملون هذا التعادل فالكابتن حسن شحاتة إرتكب بعض الأخطاء فى التشكيل وفى التعامل مع المباراة ولكن حتى نكون عقلانيين فشحاتة لم يرتكب جرما فى وضعه لهذا التشكيل حيث ان الخطأ الوحيد هو اللعب ببركات فى الناحية اليسرى وربما ايضا وجود محمد شوقى بمفرده فى وسط الملعب اغلب فترات المباراة على اساس تحرك الكابتن أحمد حسن للأمام وللأطراف بحرية ولكن محمد شوقى الذى لعب اليوم ليس هو شوقى الذى نعرفه ولذلك حدثت "فجوة رهيبة" فى خط وسط المنتخب ولو كان اللاعبين فى حالتهم الفنية المعروفة لفاز المنتخب حتى فى ظل هذه الأخطاء.
* وايضا لم يتعامل الكابتن حسن شحاتة بشكل جيد وسريع مع المباراة خصوصا فى الشوط الثانى وساعد على بروز ذلك بالطبع إنخفاض مستوى اللاعبين حيث لأول مرة منذ ثلاث سنوات منذ كأس الأمم الأفريقية 2006 يمتلك الفريق المنافس منطقة وسط الملعب حيث يعد هذا الخط هو أقوى خطوط المنتخب ولكن فقدان محمد شوقى وحسنى عبد ربه للكثير جدا من مستواهم الحقيقى جعل منطقة الوسط فى الشوط الثانى مجرد نزهة للاعبى المنتخب الزامبى وكان يجب على حسن شحاتة من وجهة نظرى ان يستبدل محمد زيدان مبكرا حيث من المفترض ان يقوم بدور صانع الالعاب اى إمداد المهاجمين بالكرات ولكنه تفرغ الى اللعب الفردى وبذلك فقد المنتخب ميزة الإختراق من العمق.
* وكان يجب الدفع بــ "أبو تريكة" مبكرا او حتى دخول بركات الى داخل الملعب وإشراك أحمد سمير فرج فى الجبهة اليسرى بدلا منه لان المنتخب بعد فقده منطقة العمق الهجومى اعتمد فقط على الكرات الطويلة وليست العرضية القادمة من بركات وكانت كلها ترسل من أمام اعين مدافعى زامبيا لانها كانت ترفع من قبل منطقة الجزاء وليس من ناحية الضربة الركنية ولذلك تعامل معها مدافعى المنتخب الزامبى بسهولة وبالطبع ظلم بركات فى هذا المركز حيث لم يشكل اى خطورة إطلاقا ولم ينجح المنتخب فى اللعب من العمق إلا بنزول أبوتريكة والذى اثبت انه لا غنى عنه.
خط الدفاع
* وأما بخصوص أضعف خطوط المنتخب وهو خط الدفاع الذى كان يضرب به المثل فى كأس الأمم الأفريقية غانا 2008 فهو الاّن فى رأى يهدد مسيرة المنتخب وان كان وائل جمعة كان "أحسن الوحشين" وظهر فى بعض اللقطات بشكل جيد إلا انه فى المجمل,خط الدفاع يفتقد "للتمركز والتركيز" حيث لم يتمركز لاعبو الدفاع بشكل جيد مع مهاجمى المنتخب الزامبى وتركوهم يتسلمون ويتناقلون الكرة فى اكثر من مناسبة ويفتقدون ايضا للتركيز حيث من السهل جدا بمجرد تمريرة واحدة ان تضرب خط الدفاع بأكمله وتجد مهاجم الخصم منفردا بحارس المرمى
* وهذا ما يحدث مع نفس اللاعبين حين يلعبون مع انديتهم حيث يعانى الاهلى والزمالك هذا الموسم من الأخطاء الدفاعية ولا ننكر انه من احد اسباب ظهور الدفاع بهذه الحالة السيئة هو ضعف خط الوسط الذى من احد اهم ادواره هو التغطية الدفاعية وخلق حاجز دفاعى فى منتصف الملعب...ويجب على حسن شحاتة الا يتعامل بعد ذلك مع خط الدفاع على انه خط دفاع غانا 2008 حيث يجب ان يقوم هانى سعيد بعمل عمق بشكا أكبر خلف خط الدفاع وان تكون هناك مهام موكله للاعبى خط الوسط بالتغطية الدفاعية.
منتخب زامبيا
* وبالتأكيد تفاجئنا جميعا بمستوى وفكر منتخب زامبيا ومديره الفنى الفرنسى "هيرفى رينار" حيث أكثر المتشائمين لم يتوقع ان يظهر المنتخب الزامبى بهذا الشكل ولكن من الطبيعى ان يكون حسن شحاتة وجهازه الفنى أقل تفاجئا منا لانه يجب ان يكون قدر درس وذاكر منتخب زامبيا وعرف نقاط ضعفه وقوته واسلوب لعبه ولكن على ارض الواقع تعامل المدير الفنى للمنتخب الزامبى مع نقاط ضعف المنتخب بذكاء شديد حيث نجح فى الإستحواذ على منطقة الوسط وخصوصا فى الشوط الثانى وفى المقابل ظل المنتخب المصرى يلعب بنفس الوتيرة طوال المباراة ولم يتعامل مع الشكل والأداء المختلف الذى ظهر به المنتخب الزامبى..ولكن حتى نكون ايضا منطقيين فمن أحد أسباب ظهور المنتخب الزامبى بشكل جيد هو تراجع مستوى لاعبى المنتخب الوطنى بشكل كبير وبالأخص لاعبى خط الوسط.
* ولست متفقا مع من يرددون بان المنتخب المصرى قد فلت من هزيمة – حيث يجب الا نضخم الخسارة- فــ إمتلاك المنتخب الزامبى لمنطقة الوسط هو ما جعل له شكل داخل ارض الملعب وذلك بسبب ضعف مستوى لاعبى خط وسط منتخبنا ومن الناحية الهجومية لم يظهر المنتخب الزامبى إلا فى لقطتين او ثلاث على الأكثر من بينهم هدف التعادل وهذا بشهادة المدير الفنى لمنتخب زامبيا نفسه اى ان المنتخب الزامبى اكتفى بالسيطرة فى وسط الملعب ولم يكن قادرا على نقل اللعب فى منطقة جزاء منتخبنا الوطنى.
..وأخـــيـــرا..
* لا يملك أحدا منا ان يحمل فردا واحدا مسئولية هذا التعادل فالمنتخب ككل يتحمله فلا يجب ان نظلم "حسن شحاتة" ونحمله مسولية التعادل بسبب أخطاء التشكيل وطريقة اللعب فلو كان اللاعبون فى حالتهم المعروفة لفاز المنتخب ورفعنا شحاتة على الأعناق..وايضا لا يجب ان نحمل "أبو تريكة" مثلا مسئولية إهداره لهدفين ثانيهما مع ابوتريكة مؤكد بنسبة مائة فى المائة حيث عندما إستلم الكرة وقبل ان يسددها ايقنت بأنه سيكون هدف ماركة أبوتريكة ولكن قدر الله وماشاء فعل ومن الطبيعى لأى لاعب فى العالم ان يضيع اهداف محققة فلا يوجد لاعب يحرز كل الفرص.
* اتعجب كثيرا من بعض ردود الأفعال والتى تشير إلى ان المنتخب المصرى فقد فرصته للتأهل إلى كأس العالم 2010 فهل بالتعادل فى مباراة من أصل ست مباريات نستطيع ان نحدد الفرق المتأهلة؟!! واتوقع ان تكون هذه المباراة ان شاء الله بمثابة "قرصة ودن" للمنتخب بأكمله وان الجميع سيتعامل مع المباريات القادمة بشكل اكثر جدية وشراسة وان شاء الله نحن الأفضل والأجدر وسنتأهل بإذن الله إلى كأس العالم لأننا الأفضل والأحق وسأذكركم بذلك بمشيئة الله تعالى.
فى الهامش
* بعدما اتفق الجميع على ضرورة جلوس "ابو تريكة" على دكة البدلاء فى هذه المباراة بسبب عودته القريبة من الإصابة إلا ان التجربة اثبتت انه لا بديل عن ابو تريكة كأساسى فهو الوحيد القادر على إمتلاك الكرة والإختراق من العمق وإمداد المهاجمين بالفرص.
* فى الشوط الثانى تشابه أداء المنتخب كثيرا مع أداء نادى الزمالك قبل مرحلة الناشئين حيث كان عشوائيا عبارة عن كرات طويلة ليس لها معنى وكلها كانت من نصيب مدافعى منتخب زامبيا.
* نتيجة للفجوة أوالفراغ الذى وجد فى منتصف الملعب هناك مشهد قد تكرر كثيرا فى الشوط الثانى وهو ان كل كرة ترتد من دفاع المنتخب الزامبى لا تجد سوى لاعب زامبى اّخر يتسلمها دون ادنى مشاركة من اى من لاعبى المنتخب الوطنى.
* توقعت ان يظهر عماد متعب بمظهر رائع خصوصا بعد تألقه الشديد فى الدورى السعودى ولكنه ظهر بنفس مستواه الذى كان عليه قبل إحترافه حيث ينقصه ان يكون أكثر إيجابية على المرمى لانه وان كان يجيد التحرك بدون كرة ولكن مهمة المهاجم فى المقام الأول هى إحراز أهداف.
* إذا أخطأ أحد مدربى الأهلى او الزمالك خطأ ما تخرج الجماهير لتبرر هذا الخطأ او تهون منه او حتى تتعامل معه بواقعية شديدة ولكن مع حسن شحاتة بإعتباره مصرى و"مش خواجة" فلا أحد يرحمه واى خطأ بسيط ترفع له المشانق وتردد عبارات الفشل والخيبة وكأنه الوحيد الذى يخطأ..من فضلكم ياجماهير الكرة المصرية المسيرة مازالت طويلة وشحاتة مازال المدير الفنى لمنتخب مصر فلا تتصيدوا الأخطاء وتعاملوا فقط مع شحاتة صاحب إنجازات 2006 و2008.
* بالتأكيد هذا التعادل يمثل الكثير والكثير لمنتخب زامبيا حيث جاء الى مصر ليقتنص نقطة على ارض استاد القاهرة ومن بين أنياب سبعين ألف مشجع فى الأستاد وملايين الملايين فى البيوت والقهاوى والساحات وسيحتفل شعب زامبيا بهذا التعادل كما إحتفلنا جميعا من قبل بإنجازات المنتخب الكثيرة وبالتأكيد سيغنون "والله وعملوها الزمباويين".
إضغط هنا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ