بقلم/ شريف الشيتانى
Aiwakora.com
* أرسل لى أخ جزائرى فيديو على الإنترنت وكان غاضبا حزينا لما يحدث ويجرى بين الجماهير المصرية وشقيقتها الجزائرية وقمت بمشاهدة هذا الفيديو وحزنت كثيرا بعدما تابعت محتواه فهو عبارة عن وجهة نظر "أوروبية" تبرز الفرق بين الجماهير "العربية" والجماهير "الغربية" ورغم ان الفارق بين كلمتى عربية وغربية هو نقطة واحدة إلا ان الفرق فى هذا الفيديو كبير جدا وكنت أتمنى ان يحرص الكابتن "مدحت شلبى" مثلا على عرض مثل هذا الفيديو ربما تخجل شلة المتعصبين من البلدين بدلا من عرض فيديو لحرق دم الجماهير المصرية وتهييجها وإثارتها ضد الجزائريين.
- يبدأ الفيديو أولا بعرض بعض الأراء لمغتربين مصريين وجزائريين حول المباراة والتى تظهر جوا من التنافس ثم ينتقل الفيديو إلى الأسوأ وهو عرض مشاهد تبرز التعصب والشغب وعدم التحضر بخصوص الجماهير المصرية والجزائرية فعرض مشاهد إحتكاك وتعدى جماهير الأهلى المصرى بلاعبى نادى فريق النجم الساحلى التونسى بعد إنتهاء مباراة إياب نهائى دورى أبطال أفريقيا عام 2007 وعرض أيضا مشاهد شغب وإحتكاك جماهيرى بعناصر الأمن فى الجزائر وقد قصد الفيديو عرض حالة التعصب والشغب المتوفرة فى الجماهر العربية تجاه بعضهم البعض والتى تخرجهم عن شعورهم.
- ثم بعدها تم عرض مشاهد للجماهير الأسبانية والألمانية قبيل مباراة المنتخبين فى نهائى كأس الأمم الأوروبية الاخيرة وعرض الفيديو تجمع مشجعين أسبان وألمان فى نفس المكان يشجع كل منهما فريقه بشكل متحضر وجماعى وهو يبتسم ويشرب ويأكل ويجلس ويغنى كل منهما بجانب الاّخر وأعلم ان أوروبا بها بعض من حالات العنف والشغب الجماهيرى ولكن المحزن هو عرض الصورة بهذا الشكل من وجهة نظر أوروبية وإلصاق مشاهد عنف وهمجية من جانب الجمهور الجزائرى والمصرى بمشاهد رقى وتحضر من جانب الجمهور الأوروبى والغرض هو إبراز الفرق ضف إلى ذلك ما عرضته صحيفة "الجارديان" البريطانية من قبل بأن تلك المباراة هى مباراة الكراهية.
وإذا قال لى أحد ان فى اوروبا هناك حالات عنف تصل إلى حد القتل..فسأرد عليه وأقول ان أغلب اللقاءات الحساسة والحاسمة والتى يكون طرفاها من العرب تتسم بالعدوانية والعنف وبالطبع جميعنا يرفض تلك الصورة لأنها مسيئة لعروبتنا ولأننا نسمح بتلك الأفعال الحمقاء للغرب وعلى سبيل المثال "الإسرائيليين" ان يوجهوا لنا جملة " انظروا ماذا انتم فاعلين بأنفسكم فى مباريات كرة القدم" والكلام موجه للعرب طبعا ولذلك بعد كل ذلك أتأسف وأقول "يا شماتة أبلة طازا فيا" وبالتأكيد أبلة طازا هى الغرب.
* وانا لن أتطرق لمن بدأ ومن نشر ومن شتم لأننا سندخل فى دوامة كبيرة ولن تنتج سوى زيادة الإحتقان والحساسية وانا لا أطالب الجمهور المصرى ان يحمل الجماهير الجزائرية على الأكتاف ويطوف بهم شوارع القاهرة ولا حتى أطالبه بتقديم وردة للاعبى الجزائر لأن ليس لهذا اى معنى او مبرر فمثلما قال الدكتور "ياسر أيوب" أننا وضعنا أنفسنا بين خيارين فقط لا ثالث لهما إما ان نقدم لكل جزائرى "وردة" أو نقذف كل جزائرى بــ "طوبة" ولكن المطلوب منا لا هذا ولا ذاك, المطلوب فقط هو ان يذهب الجمهور المصرى إلى المباراة ليشعل المباراة حماسا من خلال هز المدرجات وبث الحماس فى نفوس لاعبينا وبث الخوف فى نفوس لاعبى الجزائر فقط دون التعرض لأى جزائرى لا بسب ولا بقذف وهذا هو المطلوب مننا كمصريين.
* وبالمناسبة هناك نغمة تسود بين الجماهير المصرية الرافضة لأى محاولة للصلح او التهدئة وهى ان تلك الجماهير ترى ان كل محاولات الصلح والتهدئة والتفكير بعقلانية من شانها تهدئة و"تخدير" الجماهير المصرية وإصابتها بــ "البرود" وهى التى ترغب فى إشعال استاد القاهرة يوم 14 نوفمبر بنيران الحماس وتردد ان بعض الإعلاميين "بينيمونا" وان ذلك سيؤثر بالسلب على حماس تلك الجماهير الغفيرة.
- وحقيقة لا أجد معنى لهذا الكلام لأننا لم نطالب الجماهير المصرية أن تذهب إلى المباراة مثلجة الصدر او ان تكتم أفواهها او ان تشجع المنتخب الجزائرى بل نطالبها ان تشجع منتخبنا الوطنى بحرارة وبحماس منقطعى النظير وان تهز الملعب وتهز معه قلوب لاعبى الجزائر ولكن دون ان تسب, دون ان تأذى, دون ان تضرب, دون ان تحرق, دون ان تهين وأعتقد ان تلك المطالب هى طبيعية ومتحضرة ولا تتعارض أبدا مع تشجيع منتخب بلدك بكل ما أوتيت من قوة.
فــى الــهــامــش
- من الغريب ان يصرح مسئول فى حجم رئيس إتحاد الكرة المصرى بأن مصر ستفوز على الجزائر بخماسية..فهل من حق الجماهير ان تحاسبه لو لا قدر الله لم نفز؟!!
- لم تعجبنى "طبطبة" شوبير الزائدة عن الحد...ولم تعجبنى "شعللة" شلبى الزائدة عن الحد..واعجبنى جدا "أيوب" و"المستكاوى"..مع حفظ الألقاب.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
