"الأتراك" فضحونا...و"الإنجليز" سترونا

بقلم/ شريف الشيتانى
Aiwakora.com

فى البداية أقدم التهنئة لكل القراء الأعزاء بمناسبة عيد الفطر المبارك داعيا الله عز وجل أولا ان يتقبل أعمالنا فى شهر رمضان المنصرم وثانيا ان يجعل أيام عيد الفطر المبارك محملة بالخير واليمن والبركات.

* هل تعرف ماهو الفرق بين شخص يدير مؤسسة أو هيئة بشكل سليم ومنضبط بعيد عن "الواسطة" والمحسوبية و"التهجيص"..وبين شخص يدير مؤسسة أو هيئة بالواسطة والمحسوبية و"التظبيط" ومبدأ شيلنى وأشيلك؟؟..إذا كنت لا تعرف فالفرق بين هذين الشخصين هو نفس الفرق بين الإتحاد المصرى لكرة القدم والإتحاد التركى لكرة القدم فقد إتخذ الأخير قرار بهبوط نادى "أنقرة سبور" إلى دورى الدرجة الثانية وإلغاء نتائج الأربع مباريات التى خاضها حتى الأن فى دورى الدرجة الأولى التركى وذلك بسبب تفعيلهم للمادة 18 حيث ان مالك نادى أنقرة سبور نجح فى شراء وتملك نادى "أنقرة جودجو" وبذلك أصبح هناك ناديان يتبعان مالك واحد فى دورى الدرجة الأولى التركى وهذا ما يتعارض مع المادة 18 لأنه يهدم مبدأ تكافؤ الفرص وهذا ما دفع الإتحاد التركى لكرة القدم إلى إتخاذ قرار بهبوط نادى "أنقرة سبور" إلى دورى الدرجة الثانية.

- والغريب فى الأمر ان الإتحاد المصرى هو إتحاد لكرة القدم مثل الإتحاد التركى الذى إتخذ هذا القرار وان الإتحاد المصرى يتكون من أشخاص وأناسا عاديين مثل الأشخاص الذين يشكلون الإتحاد التركى..إذن لماذا جرؤ الإتحاد التركى - رغم انه ليس إتحادا انجليزيا او اسبانيا - على إتخاذ ذلك القرار الجرىء جدا فى حين ان الإتحاد المصرى لم يجرؤ حتى ان يناقشه بخصوص التعارض الموجود فى الدورى المصرى للمادة 18 بسبب وجود ثلاث فرق تتبع هيئة القوات المسلحة وثلاث فرق أخرى تتبع هيئة البترول أى ان أكثر من ثلث فرق الدورى تتبع هيئتين فقط وهذا يتعارض بالكاد مع ما تنص عليه قوانين الفيفا والتى تسعى دائما إلى الشرعية والحفاظ على مبدأ تكافؤ الفرص.

- وموقف الإتحاد التركى حقيقة أثبت لنا ان إتحاد الكرة المصرى يدير بعض الأمور "بطيخى" فهدفه الأول ليس الشرعية وان يحصل كل طرف حقه بل هدفه الأول هو "تظبيط" الأمور ومراعاة الجميع مهما كان الموقف ومجاملة طرف على حساب اّخر وأخر شىء يفكرون فيه أعضاء إتحاد الكرة تفعيل اللوائح والنظم سواء الداخلية أو الدولية وهذا ما نتج عنه "تطنيش" الإتحاد للخلل الواضح فى الدورى المصرى والذى يتعارض مع المادة 18 ونتج عنه أيضا اللهث وراء "حسن فريد" والبحث عن كل السبل لترضيته ليتنازل عن شكواه المقدمة للفيفا بخصوص نفس المادة المخالفة.

- هل لك ان تتخيل ان إتحاد الكرة أصلا لم يقرر شىء فى موضوع هبوط نادى "المصرية للإتصالات"؟!! والذى تقدم فى هذا الصدده بشكوى متهما نادى "الإتحاد السكندرى" بالتواطىء لصالح نادى "غزل المحلة" لينجو من الهبوط وظهر ذلك جليا من خلال الهدف "الصينى" أو المضروب الذى تلقاه "الهانى سليمان" حارس مرمى نادى الإتحاد ورغم ان الأمر مريب بشكل واضح جدا إلا ان إتحاد الكرة لم يحرك ساكنا ولو حتى بفتح تحقيق...أعتقد بعد ذلك لا يمكن ان ننتظر أو نأمل فى تحرك إيجابى وسليم لإتحاد الكرة بخصوص المادة 18.



* وبخصوص الحديث عن الدورى التركى والكرة التركية وبما إنها تعتبر الأقرب لنا فى أوروبا فهى ليست إنجلترا أو اسبانيا وفى نفس الوقت تتقدم علينا بخطوات كبيرة فقد لاحظت ان الثمانية عشر نادى المكونين لدورى الدرجة الأولى هناك لدي كل منهم موقع رسمى قوى وفعال ومحدث دائما بالأخبار والنتائج الجديدة فى حين ان تقريبا نصف فرق دورى الدرجة الأولى المصرى لا يمتلكون موقع رسمى فمنهم من يمتلك مواقع جماهيرية فقط غير تابعة لمجلس الإدارة ومنهم من ليس له موقع من الأساس وحتى بعض الأندية التى لها موقع رسمى فهى "مثل عدمها" حيث تجدها فقيرة وضعيفة وتشعر وكأنها تتابع دورى اّخر او دورى إنتهى منذ سنين.

- فمثلا لو ألقينا نظرة سريعة على الموقع الرسمى لنادى الزمالك وحاولت ان تتعرف على جدول الدورى فستجده مكون من ثلاث أندية فقط وهم الزمالك والإسماعيلى والجيش وكأنه دورى يقام فى الأربعينات وحتى الأرقام الموجودة فى الجدول قديمة منذ الأسبوع الأول أو ربما الثانى..وإذا حاولت ان تتعرف على هذا الجدول اللعين فى الموقع الرسمى للنادى الإسماعيلى فأتحداك ان فلحت فى ان تفتح صفحته..وأما فى الموقع الرسمى للنادى الأهلى - وهو الأفضل حالا بينهم – فلن ترهق نفسك بالبحث عنه لأنك لن تجد جدول للدورى من أساسه.

- وربما يرد البعض على هذه الجزئية بأنها شىء ثانوى وغير أساسى وان هناك أمور أخرى تستحق الإهتمام ولكننا يجب ان نكون على دراية ومعرفة بالثورة الإلكترونية المتفجرة حاليا وان نستغلها إستغلال جيد حتى تكون هناك محاكاة للواقع الأوروبى المتطور والمتحضر فلا يمكن ان نبهر العالم فى كأس القارات الماضى ونسعى للظهور فى كأس العالم القادم - أى أننا انفتحنا على العالم - وفى نفس الوقت لا نسعى إلى الظهور بشكل متحضر يليق بنا حتى ولو كان على المستوى المحلى.

- إذا لم تتأثر بما سبق..فهل ستتأثر عندما تعرف ان الموقع الرسمى لبطولة كأس العالم للشباب التى ستقام هذا الشهر فى مصر معروض الاّن للبيع وقبل عدة أيام من إنطلاق البطولة؟؟!!!!



* إحقاقا للحق وحتى لا يظن البعض إننى ممن يهاجمون إتحاد الكرة "عمال على بطال" او لمصالح أو لإنتماءات وألوان فيجب علينا جميعا أن نشيد بإتحاد الكرة بخصوص القرار الذى إتخذه قبيل هذا الموسم بحظر التعاقد مع حراس أجانب سواء جدد او تجديد عقود وقد بدأت تظهر أولى نتائج هذا القرار وهما الحارسان "أحمد عبد المنعم" حارس النادى الأهلى و "أحمد الشناوى" حارس النادى المصرى والذى حرس مرمى فريقه فى المباراة السابقة أمام النادى الأهلى وقد ظهر بمظهر جيد ومبشر كما فعل من قبل أحمد عبد المنعم رغم وجود الأخطاء فى أداء الحارسين وذلك طبيعى جدا جدا جدا.

- وسوف تظهر بشائر اخرى وحراس اّخرين فى المستقبل القريب فجميع الاندية اصبح ينصب تركيزها على إعداد حراس جيدين صغار السن وعلى سبيل المثال ناديا حرس الحدود والمصرى واللذان يعتمدا على حارسى مرمى اجنبيين سيضطر كل منهما إلى تجهيز وتحضير حارس مرمى وطنى ليكون جاهز لتحمل المسئولية بعد إنتهاء عقد الحارس الأجنبى وكل ذلك يصب فى المصلحة الوطنية وذلك القرار هو الذى سيفتح المجال لــ المهدى سليمان والهانى سليمان واحمد عبد المنعم ومن بعدهما أحمد الشناوى ومحمد الشناوى ومحمد أبو جبل وغيرهم وغيرهم.



* وفى نفس السياق فقد إتخذ إتحاد الكرة المصرى قرار اّخر رائع جدا بجانب القرار سالف الذكر وهو تقليص قوائم الأندية إلى 25 لاعب فقط ووقتها هاج وماج البعض "فقط" على هذا القرار متهمين إتحاد الكرة بالتخلف مطالبين فى نفس الوقت المقارنة مع دول أوروبا والتى تفتح قوائم الأندية حتى 30 لاعبا وقد أعطتنا "رابطة أندية الدورى الإنجليزى لكرة القدم" درسا اّخرا مثلما الدرس الذى أعطاه لنا الإتحاد التركى فقد قررت الرابطة المكونة من الأندية العشرين المشاركة فى مسابقة الدورى الإنجليزى تحديد قائمة كل نادى بعدد 25 لاعب على ألا يزيد عدد اللاعبين الذين تزيد أعمارهم عن 21 عاما عن 17 لاعبا فى القائمة.

- وأضاف "تعريف اللاعبين الناشئين محليا هو أنهم من تدربوا لمدة ثلاث سنوات على الأقل وذلك قبل سن الحادية والعشرين تحت إشراف نظام المحترفين الإنجليزي أو الويلزي"

- وبذلك أصبحنا إلى حد كبير قريبين من النظام الإنجليزى بخصوص هذه النقطة وليس كما أدعى البعض ان ذلك القرار متخلف لأنه يسير عكس إتجاه مايجرى فى اوروبا والدول المتقدمة وكأن كلمة أوروبا والدول المتقدمة أصبحت الشماعة التى نعلق عليها كل فشل بل والتى نفشل بها كل نجاح بداعى إنه عكس أوروبا...يا جماعة العبرة ليست فقط فى أن هذا الشىء عكس أوروبا أو مثلها بل فى مناسبة هذا القرار وتحقيقه للمصلحة العامة أولا وبالفعل هذا القرار يهدف أولا وثانيا وثالثا إلى مصلحة الكرة المصرية بشكل عام وبكل ماتحتويه من عناصر تنبثق منها.

- والإختلاف الوحيد فى جزئية الــ 25 لاعب فى أنجلترا هو عدم وجود سقف لعدد اللاعبين الأجانب فى كل فريق عكس الدورى المصرى الذى يقنن التعاقد مع اللاعبين الأجانب وحددها بثلاثة لاعبين فقط لكل نادى ولكننا لا نحتاج على الأقل حاليا لهذه النقطة لأننا فى الأساس بوجود حد الثلاث لاعبين أجانب نتعاقد مع أفشل لاعبين غير مصريين سواء من العرب أو أفريقيا وبالتالى لا نحتاج بأى شكل من الأشكال حاليا إلى فتح الباب للأندية للتعاقد مع لاعبين أجانب وربما نحتاجها بعد عدة سنين..فمن يعرف!!..

الــخــلاصــة
فى النهاية يمكننا القول بأن "الأتراك" فضحونا بإتخاذهم لقرار جرىء ورادع لم نجرؤ نحن على إتخاذه..وفى نفس الوقت "الإنجليز" نصفونا بإتخاذهم قرار تحديد قوائم الأندية بــ 25 لاعب وهو القرار الذى إتخذه إتحاد الكرة المصرى قبيل هذا الموسم.


فـــى الــهــامــش
- إذا كان السبب وراء عدم إستجابة فريق النادى الأهلى لدعوة السحور التى قدمها "كامل أبو على" رئيس النادى المصرى هو نتيجة التعادل..إذن فنحن مازلنا نلعب كرة قدم فى العصر الجاهلى.

- يلعب الزمالك مباراة بدون خط وسط...ثم يلعب بعدها مباراة بدون صانع ألعاب...ثم بعدها يلعب مباراة بدون هجوم...الخلاصة..الزمالك فريق غير متكامل وغير مكتمل.

لقراءة المقال فى الموقع
إضغط هنا



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ